--------------------------------------------------------------------------------
أكد إمكانية استمرار المسلسل للأعوام المقبلة
بسام الملا: القيم الأصيلة في "باب الحارة" تجد قبولاً كبيراً لدى كل العرب
بسام الملا خلال تصوير أحد مشاهد "باب الحارة"
دمشق: سعيد الحمادي
بسام الملا مخرج سوري تدرب في التلفزيون السوري منذ حداثة سنه، فقد كان والده الفنان أدهم الملا من جيل المؤسسين في الفن السوري، مما أهله لدخول التلفزيون كموظف إداري، ثم سرعان ما استرعى انتباهه عالم الإخراج التلفزيوني، فعمل منفذاً ثم مخرجاً برامجياً، وقدم العديد من برامج المنوعات الهامة والسهرات المشتركة بين التلفزيون السوري ومحطات عربية.
أما في الدراما فقد عمل منذ مطلع ثمانينات القرن العشرين مع المخرج علاء الدين كوكش كمساعد مخرج، ومنه تعلم أبجديات فهم الدراما، وحصل على فرصته الدرامية الأولى عام 1990من خلال الجزء الأول من مسلسل "كان يا مكان" مع الكاتب والمنتج داوود شيخاني، ثم تتالت أعماله الدرامية منذ ذلك الحين "الخشخاش" و"العبابيد"، ثم "أيام شامية" و"الخوالي" و"ليالي الصالحية" وأخيرا "باب الحارة " بجزأيه الأول والثاني والذي يستعد حاليا لتصوير الجزء الثالث لرمضان المقبل. بسام الملا تطرق إلى أمور كثيرة عبر الحوار التالي:
* ما الأسباب التي جعلتكم تقررون تصوير جزءاً ثالثاً لمسلسل باب الحارة؟
- من أهم الأسباب أنه مطلوب إنتاجياً وجماهيرياً، وقد بادرت الـ mbc لطرح الفكرة فوافقت، لكن يجب أن أقول لك إن سر موافقتي يكمن في أن تنسجم الفكرة أساساً مع مشروعي في تقديم أعمال تتغنى بالشام وبالبيئة الدمشقية العريقة، وتحيي القيم الأصيلة التي أثبت مسلسل "باب الحارة" بما لا يدع مجالاً للشك أنها قيم تلقى صدى واحتراماً لدى كل العرب بلا استثناء، ومن كل الأجيال والبيئات.
* ما الخطوط الدرامية الذي ستقدمونها في الجزء الثالث خصوصاً بعد انتهاء الأحداث في الحلقة الأخيرة؟
- الدراما الشعبية التي أقدمها ليست تابعة لتاريخ ووقائع تنتهي عند مرحلة معينة، بل إنها قائمة على مخيلة تبتدع القصص، وتتابع مسار شخصيات وحياة، أما الخطوط الجديدة فأتحفظ على الجواب... هذه من أسرار العمل.
* ألا تخشى أن يفقد العمل قيمته في الجزء الثالث بسبب الإطالة في المشاهد؟
- هذه مشكلة لا تواجه "باب الحارة" فقط، فالعقلية الإنتاجية العربية تريد مسلسلاً يغطي أيام شهر رمضان، وأحياناً قد نضطر للإطالة لهذا السبب، لكن في كل مهنة يجد العاملون فيها حلاً لكل مشكلة جديدة تواجههم.
* هل سيتم إضافة أو تغيير بعض الممثلين في الجزء الثالث؟ وماذا ستفعلون في حالة غياب إحدى الشخصيات الرئيسية في المسلسل لأي ظرف؟
- نعم ستكون هناك إضافات وتغييرات، وإلا أصبح الجزء الثالث اجتراراً للجزأين الأول والثاني، وأنتم لاحظتم أن هناك تغييراً طرأ على الجزء الثاني مقارنة بالأول، فقد غاب "الإدعشري" الذي كان شخصية محورية هامة في الجزء الأول، رغم أننا صورنا الجزأين معاً وفي وقت واحد، أي لم نكن مضطرين لتغييبه تحت أي ظرف، لكن فيما لو حصل ظرف طارئ فهناك حلول..، يعني تصور لو مات ممثل رئيسي لاسمح الله، هل يجب أن يتوقف المشروع؟ بالطبع لا، وإذا أراد ممثل آخر أن يفرض شروطاً تصادر الروح الجماعية للمشروع، فهل يجب أن نضحي بنجاح العمل كي لا يغيب؟ أيضاً لا. إذا لم تكن هناك ظروف طارئة لن يكون هناك تغييب لأي شخصية رئيسية هامة.
* متى ستبدأ تصوير مشاهد الجزء الثالث, وهل تم تحديدها؟
- نعم تم تحديد كل شيء، وتم الاتفاق مع الممثلين، ونحن الآن نعمل على قراءة ودراسة النص.
* هل سيكون الجزء الثالث نهاية العمل، أم ستبقى أحداثه معلقة لتصوير جزء رابع؟
- ستكون هناك أجزاء أخرى للعمل، وسيتم ذلك على خلفية تاريخية بعض الشيء، أي ستتضح ظلال المرحلة التاريخية أكثر، من دون أن نتخلى عن هوية العمل الأساسية، وهي الدراما الشعبية البيئية.
* الممثل عباس النوري يدعي أنه من الأخطاء التي وقع فيها المسلسل تقديمه المجتمع الدمشقي القديم على أنه مجتمع ملائكي ما تعليقك؟
سمعت هذه الفكرة من أكثر من زميل في الوسط الفني واستغربتها حقاً، كيف مجتمع ملائكي لا يخطئ؟ ألم يكن "الإدعشري" الذي سرق وحلف اليمين الكاذبة ووضع يده على كتاب الله وهو يحلف من هذا المجتمع، بل ومن الحارة نفسها؟ ألم يكن صطيف الأعمى الذي عمل جاسوساً على الثوار من هذا المجتمع، ولهجته هي لهجة دمشقية لا تختلف عن لهجة أهل الحارة؟ ألم يكن بشير ابن الفران الذي ضبط وهو ينسج علاقة غرامية مع ابنة أبي عصام من هذا المجتمع؟ ألم تكن فريال المرأة التي تحيك المؤامرات وتمارس النميمة هي من هذا المجتمع؟
أستغرب أن ينقاد بعضهم وراء فكرة متجنية ولا يخضعها للمحاكمة العقلية، ولما قدمناه في المسلسل, ومع ذلك حاولنا ألا نقدمه بمثالية مطلقة كي يكون مقنعاً، لأن المجتمع الملائكي لا يمكن أن يصنع دراما على الإطلاق.
* عباس النوري ينوي إخراج عمل درامي بعنوان "أولاد القيمرية" لرمضان المقبل. هل ترى أن هذا العمل سيكون منافساً لباب الحارة؟
- أتمنى للزميل عباس التوفيق في عمله الجديد. وإذا حدث ووجد اختلافاً في وجهات النظر، فهذا أمر طبيعي فاختلاف وجهات النظر إثراء للعمل الفني.
المصدر : جريدة الوطن